السبت، 4 يونيو 2011

العملية هيىــبرون Operation Hebron



     لست من عشاق الروايات البوليسية أو الجاسوسية بشكل عام والتي اشتهرت طوال سنوات الحرب الباردة وانحسرت بنهايتها، لكن هذه الرواية المثيرة تجبرك على قراءتها وأكثر من ذلك أنك لا تستطيع أن تتركها لتستكملها في وقت لاحق، وقد قرأت هذه الرواية من ٥ سنوات تقريباً وعدت لقراءتها مجدداً، ربما لأن عقلي المتآمر دعاني لذلك في هذا الوقت وفي هذه الظروف، ولكم أن تتخيلوا هذه الظروف :) كما من حقكم أن تفكروا في ذلك وفق قراءاتكم للأحداث المختلفة :).

     تكمن أهمية الرواية واثارتها في ٣ نقاط:

الأولى: أن مؤلفها إيريك جوردان عميل سري لـ CIA عمل في مناطق كثيرة في منطقة الشرق الأوسط منها ليبيا، لبنان، ايران واسرائيل بالاضافة الى دول أوروبية وأفريقية، ثم عمل كضابط اتصال في إدارة الشرق الأوسط في الإستخبارات الأمريكية ثم مستشار استخباراتي للرئيس الأمريكي رونالد ريغان، لذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن هذه الرواية ربما مزجت بين الحقيقة والخيال وهو ما جعل محمد حسنين هيكل يصفها: "بالخيال الملتبس بالحقيقة والحقيقة الملتبسة بالخيال" فكانت تأكيداً لحقائق بشكل روائي.

الثانية: هو الأسلوب الأدبي المثير الذي كتبت به هذه الرواية (وكيف لا وكاتبها رجل استخباراتي لمدة ٣٠ سنة)، فالرواية تأخذك باثارة وتصاعد مستمر للأحداث حتى نهايتها المثيرة وكأنك تتمنى لم كان هناك المزيد من الصفحات.

الثالثة (الأهم): الفكرة المثيرة التي بنيت عليها الرواية، ففكرة الرواية تدور حول مشروع استخباراتي اسرائيلي على أعلى المستويات من السرية والمغامرة لايصال عضو كونجرس أمريكي وعميل إسرائيلي لمدة ٢٠ سنة الى سدة الرئاسة في أمريكا وتم تسمية هذه العملية بالعملية هيبرون، ومبررات هذا القرار الذي جاء في وقت كانت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في أسوء حالاتها، هو ليس مجرد التأثير في السياسة الأمريكية والذي تملكه اسرائيل بالفعل بل السيطرة على أقوى مكتب على سطح الأرض كما صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي في الرواية.

     تبدأ الرواية بصوت طلقات نارية مساء اعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في مبنى سكني في واشنطن العاصمة، ينتج عنه ٣ جثث غارقة في بحر من الدماء والأشلاء، ورجل يحدق مصدوماً في هذه الجثث، وبعد أن يفيق من هذه الصدمة يتصل على سفارته الإسرائيلية التي تطلب منه انتظار الشرطة وعدم التصريح بشيء اعتماداً على حصانته الدبلوماسية، أما القتلى ويا لسخرية القدر كضحية انتقام قاتلة محترفة فهم الرئيس الأمريكي والعميل الإسرائيلي المنتخب للتو والذي تواجد صدفة للقاء مدير مكتب الموساد في واشنطن الذي قتل كذلك بالاضافة لقاتل مأجور كان شريكاً للقاتلة، ثم تتوالى بعد ذلك أحداث الرواية المثيرة.

     ورغم أن هذه الخطة قد عرف فيها الرئيس الأمريكي عن طريق الرئيس الروسي الذي عرف بهذا المخطط عن طريق عميل روسي في اسرائيل، اتضح فيما بعد أنه رئيس الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، إلا أنه لم يكتشف حقيقة هذا المرشح الأمريكي والعميل الإسرائيلي إلا بعد اعلان نجاحه في الانتخابات وقتله في صدفة غريبة (ويا لمحاسن الصدف :).

     بعد هذا المختصر عن الرواية وحتى لا أكثر عليكم من التفاصيل لاعطائكم فرصة لقراءة الرواية، فاعتقد اتضحت الصورة في السبب الذي دعاني للكتابة عنها، كما أن هذه الرواية تستحق القراءة فهي ممتعة بجميع تفاصيلها:).




لتحميل الرواية

هناك تعليق واحد: