الجمعة، 7 أكتوبر 2011

أخوة التراب : الهنود الحمر


     شاهدنا الكثير من الأفلام الأمريكية أو ما يسمى بأفلام الويسترن WESTERN والتي تدور أحداثها في الغرب الأمريكي والذي يوصف ظلماً بالغرب المتوحش Wild West والصراع الذي يدور بين الرجل الأبيض الأمريكي جالب الحضارة والتمدن لهذه المنطقة والذين يطلق عليهم في الثقافة الأمريكية اسم "الرواد" والذين يقودون عرباتهم Wagon وينشؤون اقطاعاتهم الخاصة ومزارعهم البلانتيشن Plantation، وبين السكان الأصليين والذين يطلق عليهم خطأً الهنود الحمر، الوثنيين والمدافعين عن التخلف وأعداء الحضارة، وقد أصبحت هذه هي الصورة الذهنية لدينا عن الهنود الحمر دون أن نكلف أنفسنا عناء البحث والتقصي فأصبح الغزاة هم السكان الأصليين والسكان الأصليين هم المستوطنين، فهل يوجد أصدق من جون واين وكلينت ايستوود وتشارلز برونسون وميل جيبسون؟؟

     وكنت ممن يملك التصور السابق عن الهنود الحمر مع بعض المعلومات البسيطة لولا أن حدث أن لفت انتباهي في مطار سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية (احدى المواطن القديمة للهنود الحمر) كتاب صمم على شكل بطاقات ملونة عن الهنود الحمر، لفت انتباهي لونها وجمال تصميمها فقررت شراؤها، فاكتشفت الكثير مما أجهل عن هذه الحضارة العريقة والأصيلة في الولايات المتحدة الأمريكية.

     يرى الهنود الحمر أنهم أبناء الإله أجيبو وكانت ولادتهم فترة الطوفان الذي عم الأرض، فنزلت امرأة السماء الحامل الى الأرض على ظهر سلحفاة لأخذها الى الأراضي الجافة للراحة، والتي عندما وصلتها تنفست الحياة في الأرض فولدت أبناء أجيبو، لذلك يعتبر الهنود الحمر كل ما يعيش على هذه الأرض أخوة لهم من حيوان ونبات، فلا يقوم الهندي بقتل حيوان أو قطع نبات الا للحاجة وبعد أن يركع على قدميه ويعتذر، هذه الرواية هي ميثولوجيا هندية، أما التفسير العلمي لأصل الهنود الحمر وكيفية وصولهم الى أمريكا الشمالية فهو أنه قبل ١٢ ألف سنة هاجرت قبائل رحل من آسيا فعبروا مضيق بيرينغ الفاصل بين سيبيريا في روسيا وألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية الآن ثم اتجهوا شرقاً وجنوباً في جميع أنحاء القارة .

     وسواء صدقت القصة الميثولوجية الشاعرية أو صدقت الرواية العلمية لا يهم، ما هو مؤكد أنه عندما تم اكتشاف أمريكا عام ١٤٩٢م كان يقيم فيها تقريباً ١١٠ مليون نسمة من الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر)، ولأن كولومبس مكتشف أمريكا (هناك كتابات حديثة اثبتت أن كولومبس لم يكن أول من اكتشف أمريكا منها كتاب معذرة كولومبس للعالمة الألمانية هاينكه زودهوف ) اعتقد أنه وصل الى الهند فقد أطلق على هؤلاء السكان اسم الهنود ثم تحول فيما بعد الى الهنود الحمر تمييزاً لهم عن الهنود في آسيا.

     وبعد استقرار الأوروبيين في أمريكا بدأت عمليات الإبادة للهنود الحمر وقبائلهم الخمسين، حيث تم ابادة ٩٥٪ منهم تقريباً، حتى وصل عددهم مطلع القرن العشرين الى ٢٥٠ ألف هندي في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعضهم قضوا نتيجة للأمراض التي جلبها المستعمر الأوروبي.

     البوست القادم ان شاء الله عن أهم هذه القبائل الهندية


هناك 13 تعليقًا:

  1. جميل ما خططته هنا يا يوسف وإن كان الموضوع مؤلم،، قراءاتي متواضعه جداً في هذا الموضوع ،الا اني مؤخراً اردت ان اقرأ أكثر عن هذه الإبادة التي قد لا يعرف عنها كثير منا غير معلومات قليلة جداً وقد تكون مغلوطة ايضاً .. أتفق جداً مع ماقاله تشارلز داروين ، انه حيثما خطا الأوروبيون مشى الموت في ركابهم إلى أهل البلاد التي يجتاحونها!
    ملائكة اوروبا تدعي ان السبب الأول في موت الهنود الحمر هو الأمراض التي فتكت بهم في ذلك الوقت ولم يكن لديهم اي مناعة ضدها..كيف؟؟ ..يزيفون الحقائق والأرقام على أهوائهم هم .

    أختم تعليقي بما قاله الزعيم الهندي ان هؤلاء المجرمون يفعلون ما يحلو لهم، يستبعدون كل من ليس من لونهم، يريدون أن يجعلوا منا عبيدا. وحين لا يتحقق لهم ذلك يقتلوننا. إياك أن تثق بكلماتهم أو وعودهم. إنها أحابيل. صدقني، فأنا أعرف سكاكينهم الطويلة جداً ..


    بإنتظار موضوعك القادم ..

    موفق ..

    ردحذف
  2. اسعدنا مرورج بالمدونة أمل
    وما كتبتيه اثراء جميل للموضوع وخاصة استشهادج بمقولة داروين والزعيم الهندي
    شكراً أمل

    ردحذف
  3. على طاري كلينت ستوود وأفلام الكاوبوي....في منتصف التسعينات، كل يوم جمعة بعد الصلاة، كانت القناة الثانية-تلفزيون الكويت أحد يذكرها؟- تعرض أفلام الكاوبوي، فترسخ في أذهاننا صورة الكاوبوي الطيب الشجاع، والهندي المجرم اللئيم المتخلف!!!
    عمومًا، لا أود الإطالة، الأنجليز أسهموا بقدر كبير في إبادة الهنود الحمر، عن طريق رمي البطانيات المسمومة والتي تحملُ أمراضًا-خصوصًا السل- في الأراضي القريبة من الهنود، ليأتي هؤلاء ويأخذونها كأغطية لهم، وهي بالواقع أكفانًا لهم!!! الكلام هذا كان تقريبًا في القرن التاسع عشر.
    لدي ملاحظتين
    - رقم الهنود الحمر 110 مليون... أعتقد مبالغ فيه، وأعتقد الرقم 6 ملايين ونصف المليون الذي ذكره عبدالوهاب المسيري أكثر "موضوعية"، ويذكر أنه لم يتبقى منهم سوى نصف مليون بحلول القرن العشرين.
    - الملاحظة الثانية هي دعوة للتأمل في كلمة كتبها المسيري:
    "ثمة عناصر تسم التشكيل الحضاري الغربي الحديث جعلت الإبادة احتمالاً كامنًا فيه وليست مجرد مسألة عرضية،وولّدت داخله استعدادًا للتخلص من العناصر غير المرغوب فيها عن طريق إبادتها بشكل منظم ومخطط ."

    أقرأ العبارة السابقة، ثم تأمل التاريخ، عندها أحكم.
    شكرًا أخوي يوسف بانتظار التدوينة القادمة.

    ردحذف
  4. ممتااااااز
    و بنتظار الجزء الثاني

    ردحذف
  5. ممتااااز

    و بنتظار الجزء الثاني

    ردحذف
  6. أسعدني مرورك أخوي غانم:
    قد يكون الرقم ١١٠ مليون الذي ذكرته أنا في البوست رقم كبير جداً مقارنة بالتاريخ المذكور ولكن هذا العدد في عموم أمريكا وليس في الولايات المتحدة فقط.
    أما الاضافة بخصوص الوسائل التي استخدمها الانجليز للتخلص من الهنود الحمر أو السكان الأصليين فأنا اتفق معك في ذلك وهي اضافة جميلة ومفيدة منك لم ادرجها في البوست.
    شاكر لك مرة أخرى أخوي غانم مرورك على مدونتنا المتواضعة

    ردحذف
  7. صديقي عين بغزي
    ان شاء الله لن ينتظر الجزء الثاني كثيراً
    أسعدني مرورك

    ردحذف
  8. ده العادى من الشعب الهمجى الامريكيى والغرب للاستلاء على العالم بكل ما فيه من تكنولوجيا وعلم وارض وانتاج

    ردحذف
  9. مشكور على الموضوع الذي يبين هوليود على حقيقتها تعمل على زرع الافكار في عقولنا كما يريدونا ان نراها ياليت اذا تعرف كتاب يتكلم بحياديه وصدق عن الغزو الاوروبي للهنود الحمر ولو كان بالتفصيل والصور يكون افضل
    وشكرا
    الصريح

    ردحذف
  10. الله يخرب بيت امريكا

    ردحذف
  11. لمن سأل عن كتاب يتحدث بحيادية عن الهنود الحمر وابادتهم هناك كتاب المسيحية والسيف لرجل دين مسيحي كان شاهد عيان واعتقد الكتاب متوفر PDF على الانترنت

    ردحذف